لي كتاب ترجم إلى الإيطالية عنوانه "قلبك
يوجعني"، وهو مجموعة من الرسائل إلى الصديقة سينا روصنم، وكان من الممكن أن
يبقى بالعربية فهى تعرف العربية وتجيدها، ولكنها شاءت أن تجرب حظها في زحام الأدب
المعاصر، وأن يكون تحت عنوان: رومانسية عربية
وهى التي اختارت هذا التصنيف، ولكن عندما
كتبت لها لم أكن أعرف تحت أي عنوان، ومن أي باب وعلى أي قاعدة أستقر، إنني أكتب
وبس
قلت لها: عندي إحساس أنني لم أكمل عبارة
واحدة قلتها، حتى لو كررتها ألف مرة، فما يزال هناك ماأقوله، فالكلام بيننا ليس
نهائياً، فلسنا نكتب معادلات حسابية أو هندسية
وليس الذي نقوله بديهيات وإنما نحن اخترنا
الظنون والأوهام والأحلام، واخترنا ألوان الشفق وألوان الغسق، ولم نكتب نهاراً ولم
ننسج عباراتنا من خيوط الشمس، فليس الذي نقوله كلاماً بالعقل والمنطق، فلا أنت
أرسطو ولا أنا كارل ماركس، ولكن أنت الشاعر بتراركه وأنا الشاعر لرمنتوف
تقولين في رسالتك الأخيرة: إن كل شئ يغريك
بالنوم، فقد تعبت من اليقظة، وأحسست كأنك الإنسان الإغريقي الذي خلقته الآلهة من
دون أن تكون له أجفان، فهو مفتوح العينين أبداً، وأنت الذي وضعت لي هذه الأجفان،
ولولاك ماكان ليل ونوم وأحلام وسعادة
أشكرك ولكنك ياسيدتي نسيت أنني خلعت
أجفاني ووضعتها لعينيك، فنامي في هدوء وهناء، اتركيني أحرسك، فإذا صحوت من نومك
السعيد لاتنسي أن تعيدي أجفاني إلى عيني، وإذا كانت عينيك توجعني فإن قلبك أيضاً
يوجعني
لقد كنت أدعو الناس أن ينظروا إلى وجوههم
في المرآة أو إلى شهادة ميلادهم لكي يعرفوا أنهم كبروا وأن كلامهم صغير، أن عقولهم
كبرت ولكن قلوبهم صغيرة، إن الفنان له عمران: عمر شهادة الميلاد، وعمر القلب الذي
لايكبر ولايشيخ
No comments:
Post a Comment